التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كتابة: 
حول صناعة ومصادر العرض المسرحي في منطقة صناعة العرض المسرحي (2)

   أغسطس 2010معرض مسرحية كايليك ألفا أخرجا عاشة أبكر آدم مع ملتقى المشيش (نيالا) 2006م
بجانب عملي في دار فور كنشط في مجال حماية الأطفال .. كنت أقضي الفترة المسائية أي بعد الدوام العملي في مسرح نيالا البحير مع ملتقي المشيش للإبداع . كان هذا الملتقى مكون من شباب هواة يمارسون المسرح و الموسيقى و الشعر كانوا حقا مبدعون لم يتلقى الكثير منهم أي شكل من أشكال الدراسة للمسرح . لذا شعرت بواجبي أن أقوم بعمل ورش تدريبية لهؤلاء المبدعون بالفعل كانت عبارة عن ورش مفتوحة في التمثيل و الكتابة و الإخراج . بعد عام من التدريب المفتوح قررت أنهم الآن جاهزون للمشاركة خارج الإقليم أي إقليم دار فور قمت بإعادة صناعة عرض مسرحية كايليك.. لم يكن هذا هو أول العروض بل كان هناك عروض مثل الشوك ، الكلب السعران التي تناقش قضية الايدز و مسرحية البنقو السوداني برعاية مكافحة المخدرات و مسرحية أولاد الزمن الهسه ولكن تم التركيز على مسرحية (كايليك ألفا أخرجا عاشة أبكر آدم) تم التركيز عليها بأعتبارها من المسرحيات المهمة و الكبيرة و أنها تناقش مسألة حرب دارفور من خلال موقف جمالي تجاه الأزمة و الكارثة الانسانية التي حلت بالاقليم و انسانه . قلت لهم من يريد أن يمثل في هذا العمل ؟ جاء عدد كبير من الشباب قرابة العشرون ممثل و ممثلة كل الذي قلته لهم أنا لا أطرد أي شخص أتى و لكن سيكون هنالك تدريبا عنيفا منكم سيتوقف هنا قبل أن نخرج من هذا الباب و البعض منكم سيصل محطة السكة حديد و البعض منكم سيصل محطة بليل البعض منكم سيصل الخرطوم كل و عمله هكذا بدأت العمل في هذا العرض لأني كنت أعتقد أن تقديم هذا العرض يجب أن يكون بصورة أفضل من المرة السابقة حينما قدم بواسطة طالبات جامعة الأحفاد لذا تناقص العدد يوم بعد إلى أن أصبح عدد الممثلين أربعة .
استمر تدريب هؤلاء الشباب لأكثر من ثلاثة شهور متواصلة كانت هناك حزمة تدريبية متكاملة للجسد و الصوت بجانب تدريبات تنمية الخيال و الذاكرة أيضا كان المدخل عبارة عن مناقشات متواصلة حول الحرب و آثارها على الإنسان و المرأة والطفل بصورة خاصة .. لم يكن الأمر صعبا أن أعيد صناعة العرض بأربعة ممثلين بدلا عن أكثر من عشرة كما في حالة طالبات الأحفاد بل كنت مستعد لأن أقدمه بشخص واحد .. كان الممثلون متحمسون لتقديم العرض في الخرطوم كنت أقول لهم : أن هذا العرض هو باب لدارفور اما أن تقدموا عرضا محترما أما تقفلوا هذا الباب على أي عرض قادم من الأقليم لذا شعر هؤلاء الشباب بواجبهم تجاه دارفور لذا كان العرض ملئ بالاثارة و الحياة و الدهشة .. في بادئ الأمر حينما بدأ العرض من الصالة كانت الممثلة قسمة تصرخ و تنادي كايليك .. كان الجمهور ينافقها بالتصفيق و إطلاق الصافرة العالية كنت أعرف أن مثل هذه العلامات هي عدم رضى لأن الانطباع كون أن الممثلين ليس إبناء هذه المؤسسات المعنية بتفريخ مسرحيين بل و أنهم ليس من الخرطوم خصوصا و أنهم من دارفور هذا يعني بلا شك أن جميع الممثلين سوف لن يقدموا عرض يمكن أن يدهش الجمهور خصوصا و ان جمهور هذا المهرجان هم من نفس الحقل كلهم أو معظمهم مسرحيين و لكن حينما فتحت الستار تفاجئوا بديكور لم يعتاد عليه المسرح السوداني كان الديكور عبارة عن جدار كبير من الصحف يملأ خلفية المسرح لا شئ عداه لم يجدوا الخشب و القماش المواد التقليدية في تصميم الديكور و عندما دخل ثلاثة ممثلين المسرح و أعلنوا عن أنهم جاءوا من مكان بعيد لتقديم عرض مسرحي فقط لا شئ آخر فضحك الجمهور من طريقة الأداء و بدأوا في خداع الجمهور بأنهم سيقدمون عرض
عرضا مسرحي بعنوان كاليك و أن هناك امرأة تدعى عاشة أبكر آدم هي التي ألفت و أخرجت لهم هذه المسرحية و أن هذه المسرحية كوميدية و بدلا من تقديم العرض أختلفوا حول هوية المؤلفة هكذا يستمرون في الغلاط حتى منتصف العرض أخيرا يتزكرون أنهم انصرفوا عن الموضوع الأساسي من ثم يقدمون العرض بعد أن أدخلوا الجمهور في جو ملئ بالضحك و لكن سرعان ما يكتشف الجمهور أن الموقف لا يحتمل الضحك فكان عليهم أن يبكوا لكنهم ضحكوا و دارفور تحترق من ثم يمزقون جدار الصحف .. بعد ذلك يكتشف الجمهور أنهم أمام نوع جديد من الممثلين فهم ليس خريجي المؤسسات التقليدية التي تفرخ المسرحيين لكنهم مبدعون يعرفون و يعون أجسادهم و يتلاعبون بأصواتهم و لهم قدرة على بناء تكوينات جسدية تتطور بهدوء. أنتهى العرض بضجيج و تصفيق من الجمهور الذي تدافع نحو الخشبة و أصبح ذلك المشهد عرضا آخر.
آدم لورد
ما يسهل عمل صانع العرض هو معرفتة لفريقه و قدراتهم و مهاراتهم و كيفية توظيفها ، لأحظت أن الممثل آدم لورد يجيد العامية الدارفورية بطلاقة أكثر من بقية الفريق بل و أنه يعرف جيدا الأمثال الشعبية بجانب أدغانه لعربي دار فور من القابائل العربية لذا أستعنت به كمرجع و مدرب و مصحح للغة كنت أقول الحوار بالعامية الأمدرمانية فكان آدم الذي يظهر في الصورة بين ربك الذي يقف على يساره و أبشرا على يمنه كان لورد هو المسؤل عن اللغة ما يميز لورد أنه نصف فوروي من جهة الأب ونصف ميسيري (عرب) من جهة الأم ، مايفصل قرية أهل والده عن قرية أهل أمه فقط وادي صغير ، أهل أمه يجلبون الماء من قرية أهل أبوه و الأخرين يذهبون الى السوق في قرية أمه . كنت و أثناء عملي في مجال الأغاثة كنت وقد زرت هذه المنطة (مُرير) قرية أمه بل و مررت بقرية أبوه فكانت خالية من السكان لأن الحرب حينما أشتعلت قام أهل أمه بطرد أهل أبوه و هذه واحدة من المفارقات في حرب دارفور .. بل و كانت حافزا ليقدم هذا الفنان المحترم آداءا رفيعا كل ما أتذكره أشعر بالفخر لأني شاركته عملا يوما ما .. كما كان الدافع الأكبر ليقدم آدم لورد آداءا رفيعا كنت و قد طلبت منه أن يترجم جزء من الحوار الى لغة الفور (يتصنت الكون لسكاتك يا عاشة) التي ترجمت الى (دينا كولدنق يتسنت فيا آشي) ذهب الى والده كي يترجمها له برغم أن والده على فراش الموت كان يحتضر كان صوته يهمس وهو مجتهدا كي يترجم لأبنه هذه العبارة التي ستقدم في عرض مسرحي ، كانت آخر كلماته قبل أن يموت عمنا ووالدنا جميعا أحمد محمد الطاهر له الرحمة و المغفرة ، مات والده قبل السفر الى الخرطوم لتقديم العرض بثلاثة ايام .. و كان من واجبنا كفريق عمل أن نخرجه من حزنه بأي شئ لذا قسونا عليه و أخرجناه من فراش المأتم كي نتدرب على المسرحية وفي العرض وقبل تأتي لحظته (دينا كولدنق يتسنت فيا آشي) (يتصنت الكون لسكاتك يا عاشة) تدخلت من الكواليس وحاولت أن افصله كعادتي في الكلام و الهزار مع الممثلين اثناء العرض بقرض تخفيف الأنفعال خصوصا في حالة هذا الفنان الذي ترتبط له هذه الجملة بحالة كاملة بحياة باحتضار بموت عزيز ساهم في تطوير العرض وهو على فراش الموت شاغلته قبل أن يقولها ، الحق أقول كنت خائف من هذه اللحظة تمنيت أن تحزف هذه الجملة من العرض ، حينما قالها شعرت بها تدخل عظامي كانت مملوءة بالحياة لذا لم أتمالك نفسي لتجدني أقول بصوت عالي (يا سلااااام) بالضبط هذا هو الأحساس الذي ابحث عنه في الممثل كيف يملأ العبارات و الحركات بالحياة ، هذا هو اللعب و التلاعب أي اعادة انتاج الحياة على المسرح . الفنان آدم لورد أستحق هذا اللغب لأنه لا يمل و لا يعرف الكسل اليه سبيلا أصعب التدريبات كان يتقبلها وعبارته الدائمة (جاهز) لأنه بالفعل ممثل جاهز بالفطرة .
ابراهيم ربك
في الأصل موسيقي متميز يعزف على آلة الجيتار ، العود و كل الإيقعات بجانب أنه يمتلك صوت و طريقة غنائية تخصه وحده صوته عزب و جميل له تجربة في مجال العمل مع الأطفال (فرقة أصدقاء الطفولة) و تجربة في مجال الدعم النفسي الإجتماعي للأطفال المتأثرين بالحرب في معسكرات النازحين يظهر في الصورة واقفا يسار لورد الذي يعزف بالزجاجة ، كان مسئؤلا عن كل الجوانب الإيقاعية و الغناء داخل العرض كان يقوم بتدريب زملائه على الغناء و لم يكن بالأمر السهل لكن خبرته في التدريب سهلت له التواصل مع زملائه ، بل كان مهموما بقضية دارفور و هي من أولوياته و أخذت كل تفكيره شاب مملؤا بالحيوية و القدرة على تجريب ما هو جديد كما يمتاز جسده بالقوة و المرونة التي نادرا ما تجدها و هي تظل تحد لصانع العرض ، كان يواجه تحد في أن يفهم أنه هنا ليس مغنيا بل ممثلا لذا أدهشني عندما غنى في العرض بصوت الشخصية وليس بصوته كمغني و هذه من الأشياء الصعبة حينما تقدم مغني ليمثل ربك من أهم ركائز نجاح هذا العرض .. أذكر كنا نتدرب على العرض في دار فور و كان الجو خريفا و حينما جاءت لحظة حواره التي يقول فيها (البرق مرسوم مابين الدقة وصوتها) وقبل أن يلفظ الكلمة كان البرق يشخبط صفاء سماء نيالا لذا ظلت هذه العبارة مملوءة بالحياة في كل التدريبات و العروض لهذه المسرحية .. سيتم الحديث عن دور الفنان ابارهيم ربك لاحقا و إسهاماته في بناء و تطور العرض موسيقيا و الكيفية التي ألف بها موسيقاه لكل من عرض كايليك و أهل الكهف بل و دوره في وضع مفاهيم لمسرح الواقع الجديد.
محمد أبشرا
أصغرهم سنا لذا كان فاكهة الفريق وهو كويديان مميز ، لا يعرف الكسل له قوة ارادة عالية رغم صعوبة بعض الحركات خصوصا و ان جسده في الأول كان متصلبا لكنه سعى جادا الى جعله أكثر مرونه ، أبشرا لا يسنيه المرض عن التدريبات ، لقد أرتكب معي خطأ عظيما حينما أخفى عني أمر العملية الجراحية التي أجريت له من السرة حتى المثانة كان يمكن أن أرتكب جريمة بحقه كان من واجبي أن أفتش فريقي تفتيشا دقيقا لكنه بفضل هذا الخطأ طورنا لاحقا اجراءات السلامة الخاصة بالممثل للتأكد قدرة الممثل الجسدية و النفسية للقيام بتقديم العرض . و برغم انه يميل الى الحوارات الفردية التي تمكنه من التلاعب و اللعب و خلق كوميدياه على نكهته لكنه صرع هذا القوة و حولها الى قدرة على الأنسجام داخل الحوارات الجماعية رغم ذلك ظلت نكهته بارزة في العرض كان مشاغبا داخل العرض يتحدث مع زملائه بل يتحدث معي كنا نضحك سويا هو داخل الخشبة و أنا من الكواليس رغم ذلك كان حضوره عاليا ، بل كان ذاكرتنا حينما ننسى بعض الحوارات و التكوينات الجسدية خصوصا و اننا لا نعمل بالنص المكتوب على الورق لولاه لكانت أجمل العبارات و التكوينات ذهبت خارج العرض .
قسمة بشارة
رغم أنها ليست لها خبرة كربك و أبشرا و لورد لكن لها روح ورغبة في أن تقدم شئا تفتخر به قسمة طاقة و حيوية كانت تزحف معنا في التراب و تجري و تقوم بكل التدريبات و في كثير من الأحيان كانت تتغلب على أبشرا الذي يغش في التمارين خصوصا تمرين التمساح الذي نأخذ فيه وضعية التمساح و نزحف دون أن تلامس بطوننا و صدورنا الأرض لمسافة عشرة الى خمس عشر مترا ، كانت تزحف على ظهرها ممزقة ملابس كالجميع على التراب أحيانا على الحصى دون شكوى بل كانت ترفض التميز كان هي مثالنا الجيد للممثلة التي دوما نبحث عنها دون جدوى برغم أنها من القبائل العربية وهي قوية في لغتها لغة الرزيقات لكنها أستطاعت أن تتحدث بالعامية الدارفورية التابعة الى القبائل الغير عربية بطلاقة ، لا أنسى صوتها حينما تقول (أخواني) كان هذا الفريق يمثل أسرة أخرى بالفعل كنا اخوتها . وهذا من النادر أن يجده صانع العرض أن يجد احساس الأسرة في الفريق ، قسمة أدت أداءا تلقائيا لذا قويا وومملوءا بالحياة كان صوتها يتكسر دون أن تطلب منه ذلك وهي تقول (كايليك وقع عليها الهم و العزاب .. الرجال قتلوهم ، الأطفال .. فيهم الجاع فيهم الضاع .. فيهم الشال السلاح .. فيهم المات بطلقة طايشة) قسمة من الممثلات اللاتي تحلم بأن تعمل معهن مرة أخرى لقد قسوت عليها حينما كنا نتدرب أذكر في نفس اليوم الذي طلبنا في من آدم أن يغادر فراش المأتم لأننا سنبدأ التدريبات كانت تريد على طريقتها أن تجعله يخرج من حزنه بدأت بالرقص معه .. منعتها من ذلك لأني شعرت بأنها ستكسر رجلها لكنها لم تنتبه لي قلت لها : (لو اتعوقتي ما ح أشتغل بيك عشان كده وفري طاقاتك للتدريب) لم تهتم لما أقوله كانت فقط تريد أن تجعل آدم مرحا لكن النتيجة سقطت على قدمها لتصرخ بصوت عالي متألمة ، لم يكن أمامي سوى أن اعلن عن بدء التريب على المسرحية .. كانت قاسيا لأني حزرتها من عاقبة هذا الرقص الغير آمن قلت لها أختاري أما التدريب أما أن تذهبي الى بيتك لكنها أختارت التدريب على المسرحية و هي تتقافز برجل واحدة كان ذلك بمثابة عقاب لها ، بعد التدريب حملناها الى البيت لتتلقى العلاج .

مسرحية كايليك ألفا أخرجا عاشة أبكر آدم
التمثيل:- قسمة بشارة
- آدم أحمد محمد الطاهر(لورد)
- محمد أبشرا
- إبراهيم ربك
- الموسيقى والغناء : ابراهيم ربك
- نال هذا العرض جائزة أميز تأليف وجائزة الغناء والموسيقى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أيام    البقعة المسرحية في مارس 2006
- قدم هذا العرض في مهرجان الثقافة الأفريقي الثاني بالجزائر 2009
- حيث ساعد في صناعة العرض سلمى النور وصديق أبوجلحة 
- صمم ديكور العرض حاتم كوكو
- صناعة عرض وليد عمر الألفي


مشهد من مسرحية كايليك - 2006م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من ذاكرة المنطقة الصنايعية (كايليك - أهل الكهف) - مارس 2008م

وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني

  في عرضه "كرّاس حساب"، يتناول الكاتب و المخرج المسرحي   السوداني وليد الألفي   الانتفاضة الشعبية   التي اندلعت في بلاده في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، من خلال إضاءة جانب من تداعياتها متعلّق بمناقشة أزمة الحكم في ظلّ الحكومة الانتقالية ونموذج  العدالة الانتقالية   في السودان والنظر في الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض إليها المتظاهرون. يلجأ العمل الذي تُعرض نسخته المحدّثة عند التاسعة وتسع دقائق من مساء اليوم الأحد في "مركز أم درمان الثقافي"، إلى الموسيقى الغنائية والرقص المعاصر المستوحيين من التراث السوداني، ويقدّم بالتعاون بين "تجمّع التشكيليين السودانيين"، و"منطقة صناعة العرض المسرحي" في ختام "معرض الثورة السودانية". وتستند "كرّاس حساب" إلى ورشة مسرحية أقيمت في ساحة الاعتصام أيّام الثورة، وكان الهدف منها استخدام المسرح كوسيط علاجي للناجين من العنف الذي وُوجهت به التظاهرات (من اعتقال وتعذيب وإساءة لفظية وتحرش جنسي) وكانت آخر بروفة قبل فضّ اعتصام قيادة الجيش بساعات. ثقافة آداب وفنون وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني
رؤية مسرحية أهل الكهف   وليد عمر الألفى خريف   نيالا 2007   الأهداء.. للذي يتأمر مع نقارة اب قزة ، ضد أحزان تلك الأمكنة .. حينما يدنقر ويبتل ظله بعرق الراقصين .. الى روح الفنان الشعبي أبا حلو واليك حينما كنت تقف أمامها .. تتأملها،   تتغزل فيها.. تبتسم لك ، تمسك معصمها ، وتذهب بها الى بيت فى الحاج يوسف .. ترقصا طول الليل .. تحتضنا بعضكما .. تسترخى هى على سريرك لينتصب وعيك ، حينها تغزف أفكارا لتنجب هى مستورة ، عجلة جادين الترزي ، الحله القامت هسه ود الجردقو ورائعات كن قادمات لو لم تقادر تلك الغرفة وتقادرك تلك الخشبة وهى حزينة فى ثوب الحداد اليك أيها الفنان الذي لايشبه الا نفسه (مجدي النور) وليد عمر الألفى الأسطورة : يخبرنا القرآن الكريم بأن هنالك سلطان ظالم لايقهر وكان يعامل شعبه معاملة غير كريمة ، يقتل من يشاء يسجن من يشاء وينفى .. وكان هنالك شباب لم يستطيعوا تحمل هذا الظلم ، ففروا هاربين ليحتموا بكهف ، وكان معهم كلبهم فناموا جميعا ، وعندما أستيغظوا وجدوا أنفسهم فى زمان غير زمان السلطان الظالم .. يفرحون لأن السلطان الحالى حكيم وعادل . كما يخبرنا التاريخ