التخطي إلى المحتوى الرئيسي



رؤية مسرحية
أهل الكهف

 وليد عمر الألفى
خريف  نيالا 2007 
الأهداء..
للذي يتأمر مع نقارة اب قزة ، ضد أحزان تلك الأمكنة .. حينما يدنقر ويبتل ظله بعرق الراقصين .. الى روح الفنان الشعبي أبا حلو
واليك حينما كنت تقف أمامها .. تتأملها،  تتغزل فيها.. تبتسم لك ، تمسك معصمها ، وتذهب بها الى بيت فى الحاج يوسف .. ترقصا طول الليل .. تحتضنا بعضكما .. تسترخى هى على سريرك لينتصب وعيك ، حينها تغزف أفكارا لتنجب هى مستورة ، عجلة جادين الترزي ، الحله القامت هسه ود الجردقو ورائعات كن قادمات لو لم تقادر تلك الغرفة وتقادرك تلك الخشبة وهى حزينة فى ثوب الحداد اليك أيها الفنان الذي لايشبه الا نفسه (مجدي النور)

وليد عمر الألفى

الأسطورة :
يخبرنا القرآن الكريم بأن هنالك سلطان ظالم لايقهر وكان يعامل شعبه معاملة غير كريمة ، يقتل من يشاء يسجن من يشاء وينفى .. وكان هنالك شباب لم يستطيعوا تحمل هذا الظلم ، ففروا هاربين ليحتموا بكهف ، وكان معهم كلبهم فناموا جميعا ، وعندما أستيغظوا وجدوا أنفسهم فى زمان غير زمان السلطان الظالم .. يفرحون لأن السلطان الحالى حكيم وعادل .
كما يخبرنا التاريخ الدارفوري بأن هناك سلطان جائر أسمه عمر حسب الله كسوفوروك وكان سلطان لسلطنة الداجو ، يقتل ويسجن وينفى ويعذب ، يقول الباحث العم الأستاذ زكريا سيف الدين فى مقابله معه بخصوص فكرة العرض يقول ان السلطان كسوفورك كان قائدا شجاع وشخصية قوية خرج لتأديب الفرتيت وادخالهم الأسلام منهم من فر الى جبال النوبه ومنهم بقى ودخل الأسلام وعرفوا بالفور .
 كان هذا السلطان يعذب السجناء والأسرى أشد عزاب ، كا ان يطلب منهم تحويل جبل اب كردوس الواقع شرق مدينة نيالا يطلب منهم حمله كى ينضم الى جبال النوبه ال99 جبل ليموت أجيال فى سبيل تحويل الجبل ،
 كما كان يطلب من الناس سقي حصانه بواسطة (تكولايه) وهى قرعه صغير تستخدم كا اناء لشرب (المريسه) وهي نوع من أنواع الخمور المحلية ، كان يطلب منهم ان يصطفوا يربط الحصان فى مكان بعيد عن البير ويطلب منهم ان يتناولون الكأس الصغير وحد بعد الآخر حتى يرتوي الحصان
كما كان يطلب منهم ان يبنوا له (كوزي) وهى (غرفة) فى الفضاء وعندما لايستطيعون يقوم بقتلهم ، كما يطلب منهم ان يقتلوا حبوباتهم ، وأنتهى ظلم هذا السلطان بماءمره دبرتها أمه حيث أخبرت الناس عن فكرة ستريحهم منه وهى فكرة ان لا يركب السلطان الحصان الذي يركبه العرب لأنه أفضل منهم لذا يجب ان يركب التيتل بالفعل أمر السلطان فرسانه ان يحضره له تيتل ففعلوا وقاموا برطبه بجلد البقره ثم انطلق التيتل ليتحول هذا السلطان الى قطع لحم وعظام وأي مكان وجدوا فيه عضو من جسمه أصبح مكان للسكن .
العرض :
حاول العرض الأستفاده من القصتين ودمجهما بحيث يصبحا قصة منسجمة يمكن من خلالهما مناقشة أهم سيمات بناء الدوله فى العصور الحديثة وهى القهر والأستبداد والنفاق والقوانين التى لا تنتمي لأي منظومه أخلاقية .
يفترض العرض ان هولاء الفتيا الذين أئتوا بالكهف خوفا من السلطان كوسوفوروك ناموا فترة من الزمن ليست بالقصيرة وعندما صحوا وجدوا طريقة الحكم قد تغيرت ، فأن السلطان كوسوفورك كان رحيما وياليت زمانه يعود ، فيقرر أحدهم انه يجب ان نكون سلطنة حتى نتمكن من العيش فى هذا الزمان ويصبح سلطان عليهم يلقى لهم الخطبة ثم يوعدهم بأنه سيبنى لهم المنازل ويوفر لهم الزراعة والبهائم والنساء ويأتي لهم بالسلاح الذي يحمون ممتلكاتهم .. لكن هذه الأشياء لايمكن ان تتحقق مالم يعطوه طواقيهم ليقايطها ويعرض لهم ماوعدهم به يثقوا به لكنه لايعود يختفى الى الأبد يندمون على ذلك ليقرر أحدهم تكوين السلطنة وتحقيق ماوعدهم به السلطان السابق بل انه يذهب أبعد من ذلك بل يدعو لمحاكمته ينصب نفسه سلطان لكنه يسرق جلاليبهم ويختفى ، ليقرر أحدهم تكوين السلطنة ويفعل مافعله سلفه ليسرق هذه المره (السروال الطويل) يختفى تاركا شخصان والكلب ثالثهم يقرر الأول تكوين السلطنة ليقنع الثانى بالتنازل عن لباسه فى سبيل تحقيق الاحلام ومحاكمة السابقين لكنه يختفى تاركا خلفة شخص واحد والكلب ثانيه .
يقوم العرض على تكرار مشهد واحد وهو تكوين السلطنة وتتكرر نفس العبارات والحركات ولكن يكمن التحدي فى الاداء التمثيلي بحيث يقنع الممثل الجمهور بأنه ليس كسلفه  ولكن الجمهور يخدع هكذا يتكرر خداع الجمهور فى كل مره .
فى هذا العرض يقع العبء الأكبر على الممثل وقدرته على خداع الجمهور وبدون الدرايه بالتاريخ السياسي للسودان لايستطيع الممثل خداع الجمهور ، فمن الضروري للممثل ان يكون واعيا بالتحولات السياسية والتى بدورها تسوق الى تحولات أجتماعية وأقتصاية  وفكرية ، والتاريخ السياسي للسودان لاينفصل عن التاريخ السياسي للأنسانية جمعا لأننا نقع تحت تأثيرت دولية فالطريقة التى تدار بها الدول تكاد تكون متشابه وحتى فى الدول الأكثر ديمقراطية لاتنجو من ملامح تكوين الدولة فى العصور الحديثة فكل حكومه أرادت ان تبقى يجب عليها ان تلجأ للعنف بأشكاله المختلفة .
العرض يدعو الى اعادة النظر فى طريقة ادارة الحكومات لشعوبها كما يدعو الى أحترام كرامة وحقوق تلك الشعوب خصوصا نحن الشعوب الاقل نموءا وديمقراطية وأحتراما لحقوق الانسان . 
هذا العرض محاولة لكشف المؤامرة ضد الشعب التى يسعى لها القائمون على أمر الحكومة التى تسلب الشعب كل مايملك ، وتتكرر المؤامرة تحت مسمى مختللف ويظل الشعب صديقا للأكاذيب والخطب ، كما يكشف العرض ان الخطب كلها واحده ولكن يختلف الأداء .
الأعداد للعرض:
 بدأ المخرج بطرح قضايا حياتية عادية للنقاش ، مثلا كقضية الفقر وتفشى الأمراض والحروب بشكل عام ، قام المشاركون فى العرض بالمداخلات والتعبير عن وجهة نظرهم
ثم تطرق المخرج الى أزمة دارفور وربطها بحرب الجنوب وصراعات شرق السودان بل ذهب النقاش الى أبعد من ذلك الى حرب أفغانستان والعراق ، والحرب الأهلية في لبنان وفلسطين ، وفيتنام والكنقو والصومال .. الخ
كما ذهب النقاش الى الحكومات المتعاقبة على السودان بصورة غير دقيقة .. لينهى النقاش فى ذلك اليوم الى ان جميع الحكومات التى مرت على السودان متشابهة فى فشلها لأدارة البلد .
ماذا تعرفون عن السلطان كوسوفورك؟
 فى اليوم الثانى للأعداد للعرض طلب المخرج منهم ان يجمعوا معلومات عن السلطان كوسوفورك ..وكان هذا الجانب من البحث فى غاية الأهمية بحيث يمتلك الممثل أو المشارك فى بناء وأنشأ العرض الأرضية التاريخية للقصة كي يتمكن من المشاركة فى خلق وتطور العرض المسرحي .
قام الممثلون والمشاركون فى انشأ العرض بعمل مقابلات مع شخصيات تهتم بالبحث فى تاريخ دارفور منهم الاستاذ الباحث النور خيرالله
كما تحدثوا الى رؤساء الفرق الشعبية خصوصا فرقة الداجو وقام بالتوثيق لهذه المقابلات بكاميرا الفيديو .
طريقة بناء وانشاء العرض طريقة الأرتجال المحكم ، أي يتم التأليف والأخراج في وقت واحد كلمة وحركة جملة وحركة ثم لوحه وأخرى .. ويطالب المخرج ممثليه ان يبدأو التجويد والأتقان للعمل منذ الأنطلاقة الأولى لعملية الأنشاء ، أستمرت التدريبات على مسرحية أهل الكهف لفترة 6 أشهر .. كما قام فريق التمثيل والأخراج والفنين بالمشاركة في تصميم الديكور ، وكان ذلك من ساسية البناء للعرض ، لأن المخرج يرى ان الأحساس والمعايشة للمكان أي الكهف لا يمكن ان تتحقق هذه المعايشة الا اذا شارك الممثلون في التصميم ، خصوصا وان الممثلين من الهواة .. وظهر ذلك في العرض كان أحساس بالمكان عالي .
الديكور عبارة عن كهف مغلق ، به صخور من الداخل ، كانت للمخرج وجهة نظر حول معظم المواد المستخدمة في تصميم الديكور للعرض المسرحي السوداني هي تقليدية وليس فيها شئ من الأبتكار بما ان العرض قائم على البساطة المثرية كان لا بد ان ان نستخدم خامة واحدة ويتم تطويعها الى ابعد الحدود ، لذلك استخدمنا جوالات الخيش والأسلاك فقط بجانب الألوان .. وكنت أحلم ان يأكل الكهف الجمهور في مقاعدهم .. كما جاء الأزياء من نفس الخامه التي صممنا من الديكور . 
بدأت البروفات بدارفور وكانت الهيكل الأساسي للعرض ولكن أخذ العرض شكله المتجه للكمال حينما جاء الفرقة الى الخرطوم لتقديم العرض ف مهرجان أيام البقعة المسرحية بالمسرح القومي السوداني مارس 2008 .
رشح العرض للكثير من الجوائز كجائزة السينوغرافيا والأخراج والتأليف والتمثيل للممثل هيثم وأميز مؤثرات وموسيقى تصويرية .. لكنه نال جائزة أميز أخراج والجائزة الكبرى لأفضل عرض مسرحي في المهرجان . 
تمت دعوة الفرقة لتقديم العرض بسوريا دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 لكنه لم يشارك دون ان نجد  أي رد رسمي من وزارة الثقافة كما رشح للمشاركة في مهرجان الشباب العربي في القاهرة ولكن وبسبب التمويل لم يشارك العرض كما بدأت محادثات حول مشاركة العرض في مهرجان العالم بألمانيا ولكن لم يتم .
وعندما حادت الفرقة الى دارفور لتقدم العرض في هذا الشهر تم أعتقالهم عقب تقديمهم للعرض من قبل جهاز الأمن بأعتباره عرض سياسي ، كما أدعو ان مخالف للأعراف السودانية خصوصا فكرة التعري في الخشبة ونحن نرى ان العرض كان ينتصر للأخلاق
أم النص تمت كتابته بعد العرض كعادة المخرج الذي يعتبر النص المسرحي ماهو الا وثيقة يمكن كتابتها بعد العرض تدل كل أعماله على ذلك .




أهل الكهف - مارس 2008م


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من ذاكرة المنطقة الصنايعية (كايليك - أهل الكهف) - مارس 2008م

وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني

  في عرضه "كرّاس حساب"، يتناول الكاتب و المخرج المسرحي   السوداني وليد الألفي   الانتفاضة الشعبية   التي اندلعت في بلاده في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، من خلال إضاءة جانب من تداعياتها متعلّق بمناقشة أزمة الحكم في ظلّ الحكومة الانتقالية ونموذج  العدالة الانتقالية   في السودان والنظر في الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض إليها المتظاهرون. يلجأ العمل الذي تُعرض نسخته المحدّثة عند التاسعة وتسع دقائق من مساء اليوم الأحد في "مركز أم درمان الثقافي"، إلى الموسيقى الغنائية والرقص المعاصر المستوحيين من التراث السوداني، ويقدّم بالتعاون بين "تجمّع التشكيليين السودانيين"، و"منطقة صناعة العرض المسرحي" في ختام "معرض الثورة السودانية". وتستند "كرّاس حساب" إلى ورشة مسرحية أقيمت في ساحة الاعتصام أيّام الثورة، وكان الهدف منها استخدام المسرح كوسيط علاجي للناجين من العنف الذي وُوجهت به التظاهرات (من اعتقال وتعذيب وإساءة لفظية وتحرش جنسي) وكانت آخر بروفة قبل فضّ اعتصام قيادة الجيش بساعات. ثقافة آداب وفنون وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني