التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أهل الكهف
https://youtu.be/W4G2qJop600
اسماعيل طه
حظيت بمشاهدة مسرحية اهل الكهف, اخراج المخرج الشاب وليد الالفي , وظللت اتابع بمتعة العرض الذي استمر قرابة الساعة وربع الساعة فوق خشبة مسرح استخاوو بورخ بمدينة روتردام الهولندية. واعتقد ان المخرج كان موفقا في اختيار ثيمة قديمة , وهي قصة اهل الكهف التي ترد ضمن قصص القران, وتقديمها بشكل جديد مضيفا اليها عناصر من صميم اقليم دارفور المشتعل حربا. ويتمثل ذلك في اختيار اللهجة العربية لاهل دارفور كلغة للحوار مما اضفى على العمل سحرا خاصا وحميمية, اختيار القصص والاحاجي المتداولة في الاقليم, اختيار ممثلين من المنطقة يجيدون اللهجة المحلية, والذين كما علمت لاحقا بعد العرض, ليسوا بمحترفي التمثيل, اللبس والديكور البسيط قماش ابيض يفترش الخشبة وتل صغير يمثل الكهف, والمؤثرات الضوئية التي كانت تعطي انطباعا بتضاريس قريبة لتضاريس الصحراء. هذا من جهة, اضف الى ذلك من جهة ثانية اختيار المخرج وليد الالفي مواضيع توسم عصرنا بامتياز, مثل الهجمات الارهابية العابرة للقارات, الامراض التي تفتك بالناس وقذائف الحروب المشتعلة, والتي تذاع على اهل الكهف من خلال جهاز راديو. ويستغل المخرج هذه العناصر ليدفع بالرجال الخمس الى اختيار سلطان جديد يحقق امانيهم, لكنه يخذلهم حيث يجمع منهم طواقيهم, واعدا اياهم بان يعود اليهم بطلباتهم, الا انه لا يعود. وتستمر هذه العملية طيلة فترة العرض, حيث تقوم المجموعة باختيار السلطان الثاني والثالث, لكنهما يحذوان حذو الاول. ويبدو ان الاستاذ وليد الالفي يعكس من خلال ذلك حال الوضع السياسي, حيث يتعاقب الحكام على دست الحكم, واعدين الجماهير بتحقيق امانيهم , غير انهم يذهبون واحدا تلو الاخر دون ان يفوا بما وعدوا. ويمكن ان نجر مقارنة بين ثيمة المسرحية وما ذكره المعلم يوليوس نيريري واصفا المثقف الافريقي انه مثل رجل قروي يوعد اهل القرية بتحقيق امانيهم, ويجمع من اجل ذلك ما يملكون, لكنه يذهب ولا يعود ابدا. تفاعل الجمهور الهولندي مع المسرحية وبدا لي انها قد نالت استحسانه, وقد تابع لغة الحوار من خلال الترجمة الهولندية على شاشة صغيرة في الوقت الذي كان يتابع فيه حركة الممثلين فوق الخشبة. بقي ان اقول ان الاستاذ الالفي جانبه التوفيق في إختيار الموسيقى المصاحبة للعرض , إذ كان من الممكن اختيار اعمال موسيقية من المنطقة , لكنه اكد لي فيما بعد بان الموسيقى التي اختارها والتي صاحبت العروض السابقة للعمل من قبل, كانت موسيقى مستوحاة من الاهازيج والترانيم الجماعية لقبائل الامبررو.
الشكر مبذول لإدارة سودانفوراول لتعليق الدعوة فوق صدر الصفحة وموصول مثله للأستاذ عصام ابو القاسم.

المصدر: سودان للجميع
الجمعية السودانية للدراسات والبحوث في الادب والفنون والعلوم الانسانية

اقتباس:
«السودان الآخر» مهرجاناً ثقافياً في هولندا
الاربعاء, 30 سبتمبر 2009
الخرطوم - عصام أبو القاسم
انطلق المهرجان الثقافي «السودان الآخر» الذي يهدف الى تقديم صورة أخرى للسودان مغايرة لتلك الصورة التي رسختها وسائل الإعلام العالمية من جراء حرب دارفور وقبلها حرب الجنوب التي انتهت باتفاق سلام في 2005.
ويمثل المهرجان الذي يستمر حتى 25 تشرين الثاني (نوفمبر) حالاً من التبادل الثقافي بين السودان وهولندا وكانت ســبقته ورش عمل وندوات حول المسرح والأدب نُظمت بمشـاركة فنانين وأكاديميين من البلدين.
وفيما تغطي وزارة الثقافة السودانية نفقات سفر المشاركين والمشاركات من السودان في هذا المهرجان تقوم مؤسسات ثقافية هولندية برعايته مادياً وفنياً.
وافتتح المهرجان بثلاثة عروض لمسرحية «أهل الكهف» التي تقدم مقاربة للقصة التاريخية على الواقع في اقليم دارفور، مستفيدة من محكيات شعبية من المنطقة، وهي من تأليف وليد الألفي واخراجه.
وفي البرنامج ندوة بعنوان «السودان: المسرح في مناطق الصراع» بمشاركة مجموعة متنوعة من المسرحيين والطلاب من السودان والمملكة المتحدة والبرازيل والمانيا وهولندا.
أما فرقة أوربـاب الاستعراضية لاستيفن أوشيلا التي تمزج الرقصات الشعبية في جنوب السودان بالرقص الحديث فتشارك في ورشة عمل مع أكاديمية «كودارتـس» في روتردام حول الرقص وتستمر أسبوعاً.
ويحضر الطيب صالح في المناسبة عبر حلقة دراسية تناقش رواية «موسم الهجرة الى الشمال» ومزاياها الفنية، ويشارك في هذه الحلقة مجموعة من المهاجرين السودانيين في هولندا. وتنظم الجالية السودانية في هولندا والتي يبلغ عدد أفرادها 8000 شخص معرضاً يرصد بالصور ذكريات الهجرة منذ البدايات الى الوقت الراهن.
ويشرح ستيفن أوفر أوشيلا مدير فرقة اورباب الاستعراضية لـ «الحياة» أهمية هذا المهرجان في كونه يتيح للمجتمع الأوروبي التعرف إلى فنون السودان التي تبرز تعدده الثقافي وغناه الاثني.
أما وليد الألفي مخرج مسرحية «أهل الكهف» فيقول ان غاية المهرجان تقديم صورة تختلف عن التي روّجتها الوسائل الإعلامية العالمية في ما يخصّ السودان ويضيف: «مسرحيتي التي اختارها المهرجان غير مناسبة تماماً، وكنت أتمنى لو أنهم اختاروا مسرحية أخرى انجزها بعنوان «كايلك»، فهي تدين الإعلام الدولي والمحلي، على ما يرتكبان من أخطاء».
تعالج مسرحية «أهل الكهف» كما يقول الألفي، قضية السلطة في المفهوم الحديث للدولة، ليس بالضرورة في السودان، وليس في دارفور، وان كانت هي باللغة العامية الدارفورية بل في العالم، ومن منظور ان كل طاغية يموت يعقبه طاغية أشد طغياناً، ولا يكفي أن نبقى في كهوفنا مئات القرون لتغيير الأمور».


مسرحية أهل الكهف - امستردام ولوتردام -2009م


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من ذاكرة المنطقة الصنايعية (كايليك - أهل الكهف) - مارس 2008م

وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني

  في عرضه "كرّاس حساب"، يتناول الكاتب و المخرج المسرحي   السوداني وليد الألفي   الانتفاضة الشعبية   التي اندلعت في بلاده في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، من خلال إضاءة جانب من تداعياتها متعلّق بمناقشة أزمة الحكم في ظلّ الحكومة الانتقالية ونموذج  العدالة الانتقالية   في السودان والنظر في الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض إليها المتظاهرون. يلجأ العمل الذي تُعرض نسخته المحدّثة عند التاسعة وتسع دقائق من مساء اليوم الأحد في "مركز أم درمان الثقافي"، إلى الموسيقى الغنائية والرقص المعاصر المستوحيين من التراث السوداني، ويقدّم بالتعاون بين "تجمّع التشكيليين السودانيين"، و"منطقة صناعة العرض المسرحي" في ختام "معرض الثورة السودانية". وتستند "كرّاس حساب" إلى ورشة مسرحية أقيمت في ساحة الاعتصام أيّام الثورة، وكان الهدف منها استخدام المسرح كوسيط علاجي للناجين من العنف الذي وُوجهت به التظاهرات (من اعتقال وتعذيب وإساءة لفظية وتحرش جنسي) وكانت آخر بروفة قبل فضّ اعتصام قيادة الجيش بساعات. ثقافة آداب وفنون وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني
رؤية مسرحية أهل الكهف   وليد عمر الألفى خريف   نيالا 2007   الأهداء.. للذي يتأمر مع نقارة اب قزة ، ضد أحزان تلك الأمكنة .. حينما يدنقر ويبتل ظله بعرق الراقصين .. الى روح الفنان الشعبي أبا حلو واليك حينما كنت تقف أمامها .. تتأملها،   تتغزل فيها.. تبتسم لك ، تمسك معصمها ، وتذهب بها الى بيت فى الحاج يوسف .. ترقصا طول الليل .. تحتضنا بعضكما .. تسترخى هى على سريرك لينتصب وعيك ، حينها تغزف أفكارا لتنجب هى مستورة ، عجلة جادين الترزي ، الحله القامت هسه ود الجردقو ورائعات كن قادمات لو لم تقادر تلك الغرفة وتقادرك تلك الخشبة وهى حزينة فى ثوب الحداد اليك أيها الفنان الذي لايشبه الا نفسه (مجدي النور) وليد عمر الألفى الأسطورة : يخبرنا القرآن الكريم بأن هنالك سلطان ظالم لايقهر وكان يعامل شعبه معاملة غير كريمة ، يقتل من يشاء يسجن من يشاء وينفى .. وكان هنالك شباب لم يستطيعوا تحمل هذا الظلم ، ففروا هاربين ليحتموا بكهف ، وكان معهم كلبهم فناموا جميعا ، وعندما أستيغظوا وجدوا أنفسهم فى زمان غير زمان السلطان الظالم .. يفرحون لأن السلطان الحالى حكيم وعادل . كما يخبرنا التاريخ