التخطي إلى المحتوى الرئيسي



نوم البنات...عرض ( صنع خصيصا) لنا.. ! 



سهير عبدالرحمن

نوم البنات...عرض( صنع خصيصا) لنا ولنا دي ممكن يكون اي شخص في اي مكان ﻷن العرض انتقل من الخاص الي العام..نوم البنات كأنة سيرة ذاتية ..تاريخ فردي اتصل بالتاريخ العام...المنهج النقدي ﻷي عرض يتحدد وفقا للتركيز علي احد اضلاع العملية الابداعية(مرسل/مؤدي..مستقبل/جمهور...رسالة/عرض)
نوم البنات صعب تحدد مدخل لتأويل دلالاته ﻷنه عرض منفتح علي منبهات خارجية كثيرة...
اذا حددت زواية واحدة للدخول لعرض نوم البنات بكون اجحفت في حقه...مفردات النص ودلالات العرض تحتمل اكثر من تأويل ولكن ولضرورة الكتابة هنا عن هذا العرض دعونا نؤطر بعض اﻷشياء ولنقل اولا ان العرض هو استلهام للتاريخ وتحديدا فترة المهدية.
في اعتقادي ان (المهدية) و(المهدي المنتظر) تم استخدامه في العرض كرمز وهذه الجزئية تزكرني بمسرحية(المك نمر) للعبادي ..موضوع المسرحية ليس له علاقة باﻷسم.في نوم البنات اذا جاز لي ان احدد فكرة يدور حولها العرض سوف اقول(اﻷنتظار) انتظار الذي لايعود..انتظار جودو...
في العرف الاجتماعي نقول (بنت) لﻷنثي غير المتزوجة ونقول(امرأة) لﻷنثي المتزوجة..العرض يحتوي علي خمس اناث متزوجات لماذا جاء العنوان(نوم البنات) وليس (نوم النساء) ؟من هذا السؤال ندخل لفكرة العرض الرئسية التي افترضناها(اﻷنتظار) هؤلاء النساء ليس لديهن شئ سوي اﻷنتظار فمنذ ان كن (بنات) كن ينتظرن (العريس/الرجل) اذن العرض بدأ من زمن ماضي في شكل فلاش باك لختصره لنا العنوان...الشخص الذي ينتظر شئ لايعرف متي يجئ لايعرف النوم لذلك ارتبطت مفردة البنات مع مفردة النوم لتعكس لنا (القلق) كأقوي خط صراع في العرض.
فكرة (المنقذ) والمهدي المنتظر كانت راسخة في اذهان الناس وعندما ظهر محمد احمد التف الناس حوله..نجاح اي ثورة يكمن في وجود قائد يلتف حوله الناس ووجود ظلم..استعادة فكرة المهدي المنتظر في عرض نوم البنات اشارة موفقة واستدعاء له تماساته وتقاطعاته مع الراهن.
هنالك خمس نساء (اناث) مع ذكر واحد (شبه الرجال) تزكرت عبدالله علي ابراهيم في (الجرح والغرنوق) هنا الفضيلة قدر في بلدة كل رجالها السائح واﻷعرج لاخير من هذا الا ذاك
في نوم البنات الرجال في الحرب وفي الجرح والغرنوق الرجال هاجروا...النساء دوما في انتظار الرجال.
معروف انه بدون الحكي تنفصل الذات عن اعمق تجاربها...نوم البنات بدأ بحكي عن تجاربهن مع الزواج وفي قدرة فائقة لخص لينا العرض في بدايته قضية زواج القاصرات وتعدد الزوجات..
عائشة حمدالله: (ادوني لي راجل كبيير بي نص روح مات وخلاني لاعرفت روحي بت ولا مرة)
ام حقين: (اخير اتي لقيتي ليك راجل بي نص روح نحن اربعة نتجابد فد روح)
ايضا في جزئية اخري تناول العرض قضية الزوجة التانية او الضرة.عندما تتحدث احدي النساء عن الرجل الذي جاءها في المنام فتسال بقية النساء بي صوت واحد (راجل فلانة) فترد المرأة(الفرطت فيه) موضحة بذلك ان السبب الرئس في زواج الرجل للمرة التانية هو خطأ الزوجة اﻷولي التي فرطت فيه.
تلك مقولات اجتماعية ساقها العرض دون تدخل من صانعه ليؤكد او ينفي تاركا الدلالة مفتوحة وهذا سياق يتناسب مع طريقة صناعة العرض القائم علي جهل الناس او تجهيلهم او تغييبهم عن الحقائق او اسباب المشكلات.
ويظهر ذلك بوضوح عندما يرد ذكر الامام المهدي تعيد النساء غطاء الراس الذي سقط سهوا او عمدا وهن يقلن (رضي الله عنه) .
لازلت مسكونة بي عرض نوم البنات ومازالت اﻷشياء التي اود قولها تتزاحم..الفن انتقاء ولكن غلبني انتقاء مااقول فانا اود ان احكي عن (كل صغيرة شغلت بالي في العرض)
تهدف الثورة الي التحول من حال الي حال وقد تحدث في مجال الصناعة او الزراعة او التعليم.اما في مايتعلق بنظام حكم قائم فالثورة تعني استخدام القوة ﻷحداث التغيير المنشود..الرجال في نوم البنات ذهبوا مع المهدي لمحاربة الترك وكان يرد ذكرهم في العرض بالكفار وهذا ثراء يحسب للنص لتكون الحرب دينية وهكذا يحتشد لها كل الناس وهذا ماحدث في عرض نوم البنات لم يتخلف عن الحرب سوي(شبه الرجال) .قامت الثورة المهدية ضد الحكم التركي-المصري الذي استولي علي السودان عام 1821 والثورة المهدية بدات عام 1881 لتبلغ قمة نجاحها بتحرير الخرطوم عام 1885وعرفت الثورة المهدية بانها (حركة اصلاح ديني)وان محمد احمد هو المهدي المنتظر الذي سيمﻷ الارض عدلا بعد ان ملئت جورا.
(م ااشبه الليلة بالبارحة)
التاريخ يعيد نفسه..
ثورة...جهاد ... اصلاح ديني
لصورة المشهدية لعرض نوم البنات عبارة عن نبات عشر وقفة كبيرة خالية تماما وارض خلاء ..خشبة المسرح مغطاة بالرمل...
اربعة نساء كانن جالسات خلف العشر (كمن يقضي حاجته) ونربط هذه الجزئية مع القفة الخاليه ويقفز للذهن سؤال: كيف تتخلص النساء من فضلات الطعام مع قفة خالية؟ ونقول تلك فضلات طعام من زمن مضي كان فيه الرجال موجودين ليكتسب الرجل الصفة الاقتصادية ويرتبط بالغزاء .وجود السلة خالية تعني غياب العامل اﻷقتصادي وبالتالي غياب الهيمنة ﻷن الهيمنة مرتبظة بسلة الغزاء(قوامون بعضكم علي بعض بما انفقوا) غياب الرجل المادي تحول الي حضور معنوي في حكايات النساء وكانت الحكايا تدور حول (الطعام والجنس) كأقوي غريزتين للبقاء ضد العدم/الفناء(الحرب)
المهدي وضع بعض التشريعات فيما يتعلق بوضع المرأة والطلاق والزواج والحجاب ﻷن عدد كثير من الرجال استشهدوا في المعارك واصبحت كثير من اﻷسر بدون عائل.ويظهر ذلك في العرض علي لسان عائشة حمدالله (عز الراس دهن وعز السوط قطران وعز الخيل لجم وعز الحريم وليان).)











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من ذاكرة المنطقة الصنايعية (كايليك - أهل الكهف) - مارس 2008م

وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني

  في عرضه "كرّاس حساب"، يتناول الكاتب و المخرج المسرحي   السوداني وليد الألفي   الانتفاضة الشعبية   التي اندلعت في بلاده في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، من خلال إضاءة جانب من تداعياتها متعلّق بمناقشة أزمة الحكم في ظلّ الحكومة الانتقالية ونموذج  العدالة الانتقالية   في السودان والنظر في الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض إليها المتظاهرون. يلجأ العمل الذي تُعرض نسخته المحدّثة عند التاسعة وتسع دقائق من مساء اليوم الأحد في "مركز أم درمان الثقافي"، إلى الموسيقى الغنائية والرقص المعاصر المستوحيين من التراث السوداني، ويقدّم بالتعاون بين "تجمّع التشكيليين السودانيين"، و"منطقة صناعة العرض المسرحي" في ختام "معرض الثورة السودانية". وتستند "كرّاس حساب" إلى ورشة مسرحية أقيمت في ساحة الاعتصام أيّام الثورة، وكان الهدف منها استخدام المسرح كوسيط علاجي للناجين من العنف الذي وُوجهت به التظاهرات (من اعتقال وتعذيب وإساءة لفظية وتحرش جنسي) وكانت آخر بروفة قبل فضّ اعتصام قيادة الجيش بساعات. ثقافة آداب وفنون وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني
رؤية مسرحية أهل الكهف   وليد عمر الألفى خريف   نيالا 2007   الأهداء.. للذي يتأمر مع نقارة اب قزة ، ضد أحزان تلك الأمكنة .. حينما يدنقر ويبتل ظله بعرق الراقصين .. الى روح الفنان الشعبي أبا حلو واليك حينما كنت تقف أمامها .. تتأملها،   تتغزل فيها.. تبتسم لك ، تمسك معصمها ، وتذهب بها الى بيت فى الحاج يوسف .. ترقصا طول الليل .. تحتضنا بعضكما .. تسترخى هى على سريرك لينتصب وعيك ، حينها تغزف أفكارا لتنجب هى مستورة ، عجلة جادين الترزي ، الحله القامت هسه ود الجردقو ورائعات كن قادمات لو لم تقادر تلك الغرفة وتقادرك تلك الخشبة وهى حزينة فى ثوب الحداد اليك أيها الفنان الذي لايشبه الا نفسه (مجدي النور) وليد عمر الألفى الأسطورة : يخبرنا القرآن الكريم بأن هنالك سلطان ظالم لايقهر وكان يعامل شعبه معاملة غير كريمة ، يقتل من يشاء يسجن من يشاء وينفى .. وكان هنالك شباب لم يستطيعوا تحمل هذا الظلم ، ففروا هاربين ليحتموا بكهف ، وكان معهم كلبهم فناموا جميعا ، وعندما أستيغظوا وجدوا أنفسهم فى زمان غير زمان السلطان الظالم .. يفرحون لأن السلطان الحالى حكيم وعادل . كما يخبرنا التاريخ