التخطي إلى المحتوى الرئيسي

طرمبة حاكومة... عرض يعيد الجمهور للمسرح
الهادي الشواف
على خشبة المسرح القومي العتيق وضمن مهرجان مركز عبدالكريم ميرغني للمسرح، وبحضور جمهور احتشد في كافة جنبات المسرح حتى فاض عن الكراسي، قدمت منطقة صناعة العرض المسرحي مسرحية انداية حكومة في امسية الجمعة الثاني من فبراير، كان في التمثيل الصناعية عبدالرحمن الشبلي، ومحمد أحمد الشاعر، والطيب الشعراوي، وامنة امين، ومحمود ميسرة السراج، والكندي الأيمن، وسيزا سوركتي، وفي صناعة العرض وليد الالفي، وابوبكر الهادي، ومن ثم قدمت الورقة النقدية في اليوم التالي على فضاء بيت المسرحيين بالمسرح القومي، قدم الورقة الاستاذ محي الدين خليفة وادارها الدكتور مصطفى الصاوي، وهذا ملخص لبعض ما دار في المنتدى النقدي من تداول.  
 مقدم الورقة الناقد محي الدين خليفة تحدث في عجالة عن بعض الاشارات المهمة التي وردت في الورقة، حيث تناول مفهوم المنطقة الصناعية، ومن ثم تحدث عن عرض انداية حكومة بقوله انه عرض اشكالي، وقال ان المخرج سجن الممثلين وحد من طاقتهم خاصة وهم ممثلين كبار ونجوم يمتازون بالتمرد ويعصب ادارتهم والسيطرة عليهم، ولخص الدكتور مصطفى الصاوي الورقة، وقال نتوقف على بعض المؤشرات التي وردت في الورقة النقدية، حيث ذكر الناقد ان هذا النص يشتغل على المسكوت عنه، ووقف طويلاً امام مصطلح منطقة صناعة العرض، وناقش بشي موجز مفهوم صناعة العرض وقال ان مثل هذا التجارب من الورش المسرحية مركزية وبتشتغل على وعي جماعي، وان هذه التجارب دائما لديها سلبيات وايجابيات، ثم اتاح الفرصة للنقاش والمداخلات والاسئلة، وكانت المداخلة الاولى من الاستاذة الناقدة سهير عبدالرحمن، ذكرت في مداخلتها: الناقد اختار ان يدخل للعرض من قراية منطقة صناعة العرض وتحدث عن الجمالية في صناعة العرض، فكرة الصناعة ابتدعها وليد الالفي ومن أول عرض ربطها بالنظرية الحاولت تفسر الفن في البداية وسموه صناعة ولكي يفرزوا بينه والصناعة سموا نشاط صناعي نافع، ودي بتلاقها في مرحلة لاحقة من تاريخ المسرح بتوازي الفن للفن والفن للحياة وبالتالي المصطلح بنسبة لي ما غريب، المنطقة معناها المكان.. وليد الالفي ببدأ من المكان والمكان بستدعى شخوصه وبستدعى لغته... الخ، والمكان واحد من عناصر العرض.. بديت احلل في العنوان الطرمبة طوالي قادتني للوقود، وقود معناها محرك للحياة... ، دلالات الاسماء مثلاً نعيم الاستاذ معناها العلم... والعلم نعمة والجهل مصيبة... لو جيت لعطية اخذ دلالة اجتماعية، وكذلك هبة الهبة الهدية الرضية الهدية من ربنا... ولطيف يدل على شخص مسجون في ماضي محدد... دلالة الاسما بتتفهم مع علاقات الشخوص... النص والعرض الاثنين كمنظومة قراءة فيها الدلالات السمعية ودلالات الاسماء واللغة... الخ، العرض انفتح على صورة مشهدية جميلة جداً، كنت ببحث عن دلالة الكاس وكوم الرملة كقبر والكاس كالشاهد لو الدلالة كانت تفسيرية كنت التقطها لكن الدلالة كانت تعبيرية... اتفسرت لي لاحقاً.. بفتكر ان الدلالات السمعية مع البصرية انتجت منظومة عرض متماسك جداً، ايضاً ورد في حديث الناقد (هل يحاكم العرض كتجربة جمالية أو كعرض بعناصر محددة) بالنسبة لي لا يوجد تناقض بين الاثنين، لو نظرنا إلى مناهج الاخراج مثلاً أخر مدرسة ظهرت سنة كم وحتى المدارس الحديثة اصبحت كلاسكية، الفن لانه نشاط مرتبط بالانسان والانسان متغيير يبقى كل يوم ببدع شكل نحن مقيدين بالمناهج لكن بنطوعها لمحاكمة تجربة جمالية جديدة بنحاول نلقى ليها مخارج.
دكتور قور: في الحقيقة انا اليوم سعيد ممكن لأكثر من عشرين سنة ما شاركت في أي لقاء تفاكري لأثر ابداعي مسرحي بطريقة مباشرة، وهنا احي البروفسير عزالدين هلالي، ونحنا في مجال الفنون والنقد لدينا تراتبية لا نستطيع تجاوزها استاذنا موجود وهولاء طلبتنا.. اذاً تواجد الاحفاد والاباء والاجداد -اذا صح التعبير- واذا كان هذا العرض قد جمع هذه التراتبية العمرية -اكاديمياً- اعتقد هذه ميزة وخصيصة مائزة لهذا العرض، في الحقيقة صعب ان تبدأ في نقد عرض تشاهده لأول مرة لكن ما اقوله هو انطباع عاجل وسريع، في تصوري العرض الشاهدنه البارحة كان عرض مفخخ وكان خدعة كبيرة جداً جداً لاننا كلنا شاهدنا إطار تعبيري واقعي جداً سنغرافية واقعية جداً، حتى الرمال واقعية الشجر والبنابر وغيرها من الاشياء كانت واقعية الاطار واقعي لدرجة انه طبيعي، طيب انا اتحدث كمشاهد وليس كشخص تابع الورشة أو الآلية التي انتجت العرض وليس لدي معها كبير غرض، في الحقيقة أي شخص ينظر للإطار يتخيل له انه سيتعامل مع عرض واقعي خالص، لكن في الحقيقة وفي تصوري هذا العرض غير واقعي، هذا العرض جمع قسوة... شئ غريب... اذا كان الانداية في عرض الامس وضعت في إطار طبيعي وواقعي (اه دي الانداية خلاص جبناها ليكم)... شفت الاحساس دا كيف... طبعا وكاننا نخرج لساننا احمراً طويلاً !!... وهاي حتى الانداية نفسها نعرضها ودا نوع من القسوة... القسوة بالمفهوم (الانطونين ارتو)... ايضاً هذا العرض جمع ما بين العدمية والعبثية والاحساس باللاجدوى لدرجة وجودية رهيبة يعني، لدرجة ان الانداية أصبحت مكان لتناسي الهموم.. نمشي الانداية لكي ننسى هذه المرارات والاشياء، وهذا البعد الاجتماعي الذي تم أكسابه للانداية افتكر فيها ابداع كبير جداً، وهو لفت الانتباه لآليات ومنتوج المؤسسة الاجتماعية... وعندما يبتر هذا المنتوج تكون هذه المؤسسة الاجتماعية تبحث عن منتوجها، طبعا هذا العرض عندنا في النقد هو عرض هيولي بالمعنى الارسطو طاليسي... وبالتالي هذا العرض أهم ما فيه التمثيل... البارحة كانت آمنة امين ذكرتنا امنة الحقيقية المنسابة في التمثيل... التمثيل فن وشغل جسد واحساس، والشاعر جمع ما بين الصوت المعبر وما بين الاداء الجسدي كان مدهشاً، وكل الممثلين ادوا اداء رائع جداً، حقيقة لكي اكد لكم ان هذا العرض مفخخ المشهد الأول كان دورة شمسية بدأ العرض الصباح وانتهى بعد صلاة العشاء يعني شاهدنا اثني عشر ساعة في ساعة واحدة، يوجد زمنين هنا وأي شخص كان بعد الفصل الأول بعتقد ان العرض انتهى، لكن تاني تجدد العرض في اليوم الثاني، اذا حاكمناه بالرؤية الواقعية الكلاسيكية كان ممكن ان نقول دا اداء خطاء لكن هذا العرض لا ينتمي للواقعيات ولا ينتمي للكلاسيكيات بل خلطة من المدارس وخلطة من الادائيات، وشخصيا أقول هذا العرض رجعنا تاني للمسرح.
دكتور عزالدين هلالي: انا سعيد جدا جداً.. واوجز هذه السعادة في جملة واحدة، هذا التجموع ذكرني أول تجمع اجتمعنا هنا في المسرح القومي وقدمت لنا ما يسمى بجائزة الدولة للتمثيل قدمها الاستاذ الفكي عبدالرحمن وانا كنت طالب آن ذاك في السنة الأولى، واللجنة لم تخف أو تخجل من ان تعطي جائزة التمثيل لطالب في السنة الأولى، في الاونة الاخيرة كان بمنعوا الطلاب يمثلوا حتى فصلوا بعض الطلاب، ما يخص العرض قيمته تكمن في انه اعاد أو سيعيد للسودان ما يسمى بالحياة المسرحية، الحياة المسرحي ليس عرض الحياة المسرحية عرض وجمهور، بالامس كان يوجد عرض وجمهور خيالي... في الليلة البارحة كان جمهور خطير جداً انا حسيت بمتعة وحسيت باننا سنخطوا خطوة لقدام ونعود للحياة المسرحية تستمر العروض والنقاشات ويكون هناك برامج اذاعية وتلفزونية لان الحياة المسرحية تحتاج لبرامج اذاعية وتلفزونية ومسرح، ومثل هذه الاشياء يجب ان نأخذها بأيدنا ما ننتظر فيها الدولة، الحاجة الاخيرة التي اريد ان اقولها من منكم يعلم ان (نكتوت) الفت وقدمت في انداية وكل الذي كتب عنها ان مؤلفها محمد عبدالقادر نائب مأمور القطينة خطاء، والذي فعله محمد عبد القادر هو كتابة النص بالعربي بوجد شخص اسمه هكس كتبه بالانجليزية، يبقى الانداية هي المسرح السوداني اولاً.
عليش: شكر لوليد على العرض الذي قدمه، تجربة كبيرة وما ساهلة، لكن انا افتكر لاول مرة تم توظيف عمق المسرح، في العروض دائماً تترك منطقة ما وراء الوسط مغلقة بالستارة، لكن في هذا العرض تحديداً تم توظيف عمق المسرح، حتى الممثلين عندما يخرجو باتجاح الحلة على عمق المسرح كنت بتابع من الحظيرة بشوفهم ماشين وبحس يمكن تجي عربة ممكن تحدث مشاجرة خارج السور.. ودي من الممييزات البتميز مخرج عن الأخر... تجربة فريدة جدا نشكرك عليها.
أحمد عوض: من خلال المقاربة التي قدمها الناقد محي الدين خليفة... انا استشفيت ان الشغل دا كله تم في ورشة.. مجموعة من الاراء تواضعت على فكرة ومن ثم انتجت الاثر الابدعي.
 






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني

  في عرضه "كرّاس حساب"، يتناول الكاتب و المخرج المسرحي   السوداني وليد الألفي   الانتفاضة الشعبية   التي اندلعت في بلاده في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، من خلال إضاءة جانب من تداعياتها متعلّق بمناقشة أزمة الحكم في ظلّ الحكومة الانتقالية ونموذج  العدالة الانتقالية   في السودان والنظر في الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض إليها المتظاهرون. يلجأ العمل الذي تُعرض نسخته المحدّثة عند التاسعة وتسع دقائق من مساء اليوم الأحد في "مركز أم درمان الثقافي"، إلى الموسيقى الغنائية والرقص المعاصر المستوحيين من التراث السوداني، ويقدّم بالتعاون بين "تجمّع التشكيليين السودانيين"، و"منطقة صناعة العرض المسرحي" في ختام "معرض الثورة السودانية". وتستند "كرّاس حساب" إلى ورشة مسرحية أقيمت في ساحة الاعتصام أيّام الثورة، وكان الهدف منها استخدام المسرح كوسيط علاجي للناجين من العنف الذي وُوجهت به التظاهرات (من اعتقال وتعذيب وإساءة لفظية وتحرش جنسي) وكانت آخر بروفة قبل فضّ اعتصام قيادة الجيش بساعات. ثقافة آداب وفنون وليد الألفي.. رؤية في المسرح السياسي السوداني
من ذاكرة المنطقة الصنايعية (كايليك - أهل الكهف) - مارس 2008م
رؤية مسرحية أهل الكهف   وليد عمر الألفى خريف   نيالا 2007   الأهداء.. للذي يتأمر مع نقارة اب قزة ، ضد أحزان تلك الأمكنة .. حينما يدنقر ويبتل ظله بعرق الراقصين .. الى روح الفنان الشعبي أبا حلو واليك حينما كنت تقف أمامها .. تتأملها،   تتغزل فيها.. تبتسم لك ، تمسك معصمها ، وتذهب بها الى بيت فى الحاج يوسف .. ترقصا طول الليل .. تحتضنا بعضكما .. تسترخى هى على سريرك لينتصب وعيك ، حينها تغزف أفكارا لتنجب هى مستورة ، عجلة جادين الترزي ، الحله القامت هسه ود الجردقو ورائعات كن قادمات لو لم تقادر تلك الغرفة وتقادرك تلك الخشبة وهى حزينة فى ثوب الحداد اليك أيها الفنان الذي لايشبه الا نفسه (مجدي النور) وليد عمر الألفى الأسطورة : يخبرنا القرآن الكريم بأن هنالك سلطان ظالم لايقهر وكان يعامل شعبه معاملة غير كريمة ، يقتل من يشاء يسجن من يشاء وينفى .. وكان هنالك شباب لم يستطيعوا تحمل هذا الظلم ، ففروا هاربين ليحتموا بكهف ، وكان معهم كلبهم فناموا جميعا ، وعندما أستيغظوا وجدوا أنفسهم فى زمان غير زمان السلطان الظالم .. يفرحون لأن السلطان الحالى حكيم وعادل . كما يخبرنا التاريخ