الرئيسية ثقافية "النسر يسترد أجنحته" ليس مسرحاً فقط ولكنه حلم
"النسر يسترد أجنحته" ليس مسرحاً فقط ولكنه حلم
تقرير الاصمعي باشري
الخرطوم 27- 7 – 2021 (سونا) - بمشاهد يتحوَل فيها المُتخيل إلى واقعي، يبني الألفي عرضه “النسر يسترد أجنحته” مساء أمس، دون حوار سردي مُباشر بين المنحوتات والنحات، مشتغلاً على حوارية الرقص والموسيقى والغناء وعبر ذلك تتبدى أسئلة النحات حول جدوى فنه، وكيف يمكن أن تتشكل أعماله في سياق اجتماعي هويته الصراع بين قيم الحديث والتقليدي.
يعتمد العرض على تشكل حكايات المنحوتات أمام النحات الذي هجر فنه إذ تتبدى حية لتحاور الفنان في الإنسان ومن ثم تعيد استئناسه إليها، بغرض إحياء روح الفنان فيه، وتكتنف ذلك محاولات وحوارات حول قضايا اجتماعية ملحّة.
جاء العرض الأول والثاني، بقاعة الصداقة، برعاية من وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم وبالشراكة بين منطقة صناعة العرض المسرحي، ومركز أمدرمان الثقافي، ومجموعة ثقافات المقاومة.
يصف الناقد راشد مصطفى بخيت المشهد الافتتاحي لـ”النسر يسترد أجنحته” بالمدهش للمتلقي، ويقول: “لأول وهلة ستتبدى التماثيل كأنها ديكور للعرض، لكن بعد أربع أو خمس دقائق تتحرك أجساد الممثلين المدربة على العرض تدريباً يوحي بالتلقائية أكثر من التدريب الطبيعي لعرض يعتمد على الجسد”، ويضيف: “العرض يعتبر قفزة في السينوغرافيا”. ويستطرد: “مشاهد مبعثرة تتخللها أصوات الحكايات، يحتاج المتلقي لمشاهدتها أكثر من مرة”.
“اعتماد العرض على موسيقى عالمية معروفة قد يضفي بعداً سلبياً على العرض، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار مسألة الحقوق”، يضيف راشد؛ ويقول أيضاً: “لكن في ذات الوقت يوسع استخدام الموسيقى المسموعة رقعة المتابعين، وما أحوج المسرح إلى مرتاديه”.
ويعتبر بخيت أن العرض قفزة في تجربة وليد الألفي الطويلة في الإخراج. ورغم ما قد يصاحب العرض من مشكلات في الصوت لها علاقة بمشكلات فنية في قاعة الصداقة – مكان العرض – إلا أن بخيت يعتبر أنها محاولة لاستعادة الفضاء المدني في أماكن فقدت روح الفن.
في العرض الأول اختبر راشد درجة انتباه الجمهور في العرض، بسؤاله لرفيقه في الجلوس عن الوطواط الذي حلق بمسرح قاعة الصداقة أثناء العرض فرد: “كنت أظنه جزءاً من تصميم العرض”.
ساعة تتحول فيها خشبة المسرح إلى حلم تتزامن فيه حركة الأداء لتشكل لوحة كل جزء فيها يكمل جمالية المشاهدة. (سونا)
تعليقات
إرسال تعليق